ذكر وصية نوح لولده –عليه السلام
عن عبد الله بن عمرو قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فجاء رجل من أهل البادية عليه جبة سيجان مزرورة بالديباج فقال: ((ألا إن صاحبكم هذا قد وضع كل فارس ابن فارس –أو قال: يريد أن يضع كل فارس ابن فارس- ورفع كل راع ابن راع )). قال: فأخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم بمجامع جبته؛ وقال: (( ألا أرى عليك لباس من لا يعقل؟)). ثم قال: ((إن نبي الله نوحاً -عليه السلام- لما حضرته الوفاة ؛ قال لابنه: إني قاص عليك الوصية: آمرك باثنتين وأنهاك عن اثنتين: آمرك بلا إله إلا الله؛ فإن السماوات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة، ووضعت لا إله إلا الله في كفة رجحت بهن لا إله إلا الله، ولو أن السماوات السبع والأرضين السبع كن حلقة مبهمة؛ قصمتهن لا إله إلا الله، وسبحان الله وبحمده؛ فإنها صلاة كل شيء، وبها يرزق الخلق، وأنهاك عن الشرك والكبر))..
قال: قلت - أو قيل -: يا رسول الله! هذا الشرك قد عرفناه؛ فما الكبر ؟ أن يكون لأحدنا نعلان حسنتان لهما شراكان حسنان؟
قال: ((لا )) .
قال: هو أن يكون لأحدنا حلّة يلبسها؟
قال: ((لا)).
قال: هو أن يكون لأحدنا دابة يركبها؟
قال: ((لا)).
قال: هو أن يكون لأحدنا أصحاب يجلسون إليه؟
قال: ((لا)).
قلت - أو قيل - يا رسول الله! فما الكبر ؟ قال: ((سفه الحق وغمط الناس))([2]).